ضياء رشوان: الإعلام الدولي يصف انتخابات النواب بأنها لحظة سياسية محورية.. ومصر تعيش شعورًا وطنيًا جارفًا بالفخر

 أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي انطلقت اليوم الاثنين 10 نوفمبر، حظيت باهتمام واسع من وسائل الإعلام الدولية، مشيرًا إلى أن التغطيات الإعلامية رصدت مناخًا مستقرًا يسوده شعور وطني جارف بالفخر، خاصة في ظل ما تشهده مصر من أحداث دولية بارزة خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح رشوان أن نحو (86) مؤسسة إعلامية دولية، من وكالات أنباء وصحف ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية من مختلف أنحاء العالم، حصلت على تصاريح رسمية لتغطية الانتخابات داخل مصر، إلى جانب متابعة عشرات الوسائل الإعلامية العربية والدولية الأخرى للأحداث وتحليلها.

وأضاف أن الهيئة العامة للاستعلامات، من خلال المركز الصحفي للمراسلين الأجانب، تابعت عمل المراسلين الدوليين أثناء تغطيتهم الميدانية للعملية الانتخابية في محافظات المرحلة الأولى، وحرصت على توفير كل التيسيرات لهم، مع الاستجابة الفورية لأي ملاحظات أو صعوبات واجهوها خلال أداء مهامهم.

وأشار إلى أن الملاحظات التي تلقتها الهيئة من بعض المراسلين تمحورت حول رغبتهم في التصوير والتغطية من داخل المقار الانتخابية، مؤكدًا أنه تم التنسيق مباشرة مع الهيئة الوطنية للانتخابات والقضاة رؤساء اللجان لتسهيل تلك الإجراءات، مع التأكيد على مبدأ إتاحة فرص التغطية الإعلامية والتصوير، على أن يكون تنظيم ذلك وفق تقدير القاضي رئيس اللجنة، تبعًا لظروف الازدحام وكثافة الناخبين.

ولفت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن غرفة العمليات المركزية بالهيئة، التي تم تشكيلها لمتابعة العملية الانتخابية، رصدت اهتمامًا إعلاميًا دوليًا واضحًا بتلك الانتخابات، وحرصًا على إبراز الضمانات القانونية والإجرائية التي وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان نزاهتها وشفافيتها. وأكد أن العديد من وسائل الإعلام ركزت على الدور المهم للإشراف القضائي الكامل ورقابة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، بوصفها نقاط قوة في العملية الانتخابية، فضلًا عن تناولها لدور مجلس النواب القادم في الحياة السياسية المصرية.

وبيّن رشوان أن الهيئة رصدت عشرات المواد الإعلامية المنشورة حول الانتخابات في وسائل إعلام من الأميركتين وأوروبا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي، تضمنت أخبارًا وتقارير وتحليلات متعددة اللغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والألمانية والإيطالية والتركية والفارسية والصينية والهندية والعبرية والكورية واليابانية، مما يعكس الاهتمام الدولي بتلك العملية الديمقراطية.

وأوضح أن وسائل الإعلام العالمية استخدمت أشكالًا متنوعة من المعالجات الصحفية والإعلامية، تراوحت بين نشرات الأخبار والتقارير التلفزيونية والمقالات التحليلية، مشيرًا إلى أن الطابع العام لهذه التغطيات اتسم بالموضوعية والتركيز على الجوانب الإجرائية والتنظيمية، وإبراز أجواء الأمن والاستقرار التي تجري في ظلها الانتخابات.

كما أشار إلى أن معظم التقارير ركزت على دور الدولة في تيسير العملية الانتخابية، وعلى المنافسة بين المرشحين والقوائم الحزبية، إلى جانب تناولها للجدل الدائر حول أنظمة القوائم الأنسب مغلقة أم نسبية، وتغير الخريطة الحزبية مقارنة بالانتخابات السابقة.

وأكد رشوان أن العديد من وسائل الإعلام الدولية اعتبرت الانتخابات الحالية لحظة سياسية مفصلية لمصر، موضحة أن البرلمان الجديد سيكون أمامه ملفات حيوية تتعلق بتعزيز الشفافية، وتطوير أدوات الرقابة على الأداء الحكومي، ورفع كفاءة التشريعات الاقتصادية والإدارية لدعم الاستثمار والإنتاج المحلي. كما أشار إلى أن المجلس القادم يُنتظر أن يلعب دورًا بارزًا في الحوار الوطني ومتابعة مخرجاته تشريعيًا، بما يعزز المشاركة السياسية ويوسّع قاعدة الثقة المجتمعية.

وتابع رشوان أن تلك التغطيات الإعلامية أبرزت أيضًا تقاطع هذه الانتخابات مع مرحلة سياسية وتنموية دقيقة تمر بها الدولة المصرية، في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وهو ما يضع على عاتق المجلس المقبل مسؤوليات تشريعية ورقابية وسياسية غير تقليدية.

وأضاف أن اتجاهًا واسعًا من الإعلام الدولي، خصوصًا العربي، ربط بين أجواء الانتخابات وموجة الشعور الوطني بالفخر بعد افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور دولي واسع، وهو الحدث الذي تابعه الإعلام العالمي عن كثب، إلى جانب نجاح مصر مؤخرًا في استضافة حدثين دوليين مهمين خلال أقل من شهر، هما افتتاح المتحف المصري الكبير وقمة «صنع السلام» في شرم الشيخ.

وأشار إلى أن التقارير الدولية أشادت أيضًا بالإقبال الملحوظ للمصريين في الخارج على التصويت في الانتخابات، إيمانًا منهم بأهمية المشاركة في دعم الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد، موضحًا أن انتخابات الخارج جرت في 139 لجنة فرعية داخل مقار السفارات والقنصليات المصرية في 117 دولة، وسط مشاركة بارزة للجاليات المصرية في السعودية والإمارات والكويت، والدول العربية والأوروبية، بنسبة تفوق حجم المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ التي أجريت في أغسطس الماضي.

واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أن المنافسة الانتخابية داخل مصر اتسمت بالتنوع والتعدد بين القوائم الحزبية والمرشحين المستقلين، في ظل نظام يجمع بين القوائم الحزبية والفردي، وهو ما يعكس تطور التجربة الديمقراطية المصرية وحرص الدولة على توسيع قاعدة المشاركة السياسية وتمكين المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري بحرية ومسؤولية.